تحية احترام، و بعد يتضمن كتاب واحة التربية الإسلامية المخصص للسنة الرابعة من التعليم الابتدائي في طبعة 2016 ، على إيحاءات تفيد بأن الموسيقى تؤدي الى اللهو و العبث كما أنها تعود بنا إلى ” عصر الجاهلية “. بالمناسبة، فإن صاحب الكتاب “أحمد عمر هاشم” الذي أُخِذ منه النص المستشهد به هو من خريجي الأزهر و مصري الجنسية، و من المعروف أنه متشدد وضد الفن والإبداع. وكان سنة 2000، لما كان يشغل منصب رئيس جامعة الأزهر، قد طالب بسحب رواية “وليمة لأعشاب البحر” للروائي السوري حيدر حيدر، بدعوى الفجور كما أنه معروف بمواقف متشددة أخرى تعرقل تطور الفكر والثقافة تحريمه لاستعمال مواقع التواصل الاجتماعي. السيد الوزير، ألا تروا بأن إتخاذ هذا النوع من الفقهاء كمراجع لمناهجنا التربوية يشكل تهديدا لقتل الإبداع داخل مجتمعنا و يساهم في إنتاج مظاهر التطرف؟ ألا يمكن اعتماد فقهاء و مفكرين مغاربة عرفوا عبر التاريخ بأفكارهم المتنورة كعلال الفاسي و محمد بالعربي العلوي و الجابري… ؟ ألا تروا كذلك بأن المجتمع المغربي اليوم في حاجة ماسة لمناهج تربوية هادفة إلى ترسيخ مبادئ التسامح و الحرية و الاختلاف ؟ تقبلوا السيد الوزير، عبارات إحترامي.