تحية واحترام وبعد ، تابع الرأي العام بذهول شديد وغضب كبير يوم السبت 14 نوفمبر 2020 ماقام به بعض أعوان السلطة وقوات الأمن من تعنيف وقمع ممنهج واستعمال للقوة لتفريق بعض مهنيي الصحة من ممرضين كانوا يتظاهرون في الشارع العام أمام مقر وزارة الصحة بالرباط بشكل سلمي وغير عنيف. وقد استعملت القوات التابعة لإدارتكم كل أشكال القمع والتنكيل بمهنيي الصحة من سب وإهانة وصفع وضرب مبرح. السيد وزير الداخلية، إن ما وقع بالأمس لأمر خطير وما قامت به أجهزتكم منافي لمقتضيات الدستور ومواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات التي صادق عليها المغرب، لأن حق التظاهر وحق التعبير مكفول دستوريا وقانونيا. للأسف هذا يؤكد استمراركم في مقاربتكم الأمنية السائدة في تعاملكم مع مختلف الاحتجاجات الاجتماعية ويزكي المنحى التراجعي لوزارتكم وللحكومة فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان والذي عبّرت عن قلقها بشأنه منظمات وهيئات مكلفة بحقوق الإنسان ومن استعمال غير سليم لقانون الطوارئ لضرب الحريات. السيد وزير الداخلية، إن ما وقع بالأمس لأمر خطير كذلك لأنه يتعلق بالتعامل مع مهنيي الصحة الذين كان عليكم أنتم وحكومتكم أن تكرّمونهم وتشكرونهم لأنهم الآن في الصف الأمامي والأول لمحاربة الوباء ويعرضون أنفسهم وسلامتهم وسلامة عائلتهم للخطر من أجل حماية الوطن والمواطنين من الجائحة الفتاكة. لكن عوض ذلك، تفننت أجهزتكم القمعية وأبدعت في أساليب القمع وأكرمتهم بالصفع والضرب وتجاوزت القانون بشكل سافر و وقح أمام مرأى الجميع وهذا مرفوض وغير مقبول بتاتا. السيد وزير الداخلية، وأنا أدعوكم لفتح تحقيق دقيق في الممارسات المهينة لمهني الصحة من طرف أعوان تابعون لإدارتكم ومحاسبة من سولت له نفسه تحدي الدستور والقانون وعدم احترام حقوق الإنسان، فإنني أسائلكم عن الإجراءات التي تعتزمون القيام بها للحد من هذه الممارسات الحاطة من كرامة الإنسان، ومتى ستكفون عن تعنيف المتظاهرين السلميين وتحترمون حق التظاهر والاحتجاج، ومتى ستقطعون مع المقاربة الأمنية التي لن تزيد إلا في الاحتقان والتذمر والإحساس بالحقرة لذى مهنيي الصحة خاصة وهم يواجهون الجائحة ولذى كافة المواطنات والمواطنين عامة . وتقبلوا السيد وزير الداخلية عبارات احترامنا