الأوضاع السيئة وغير اللائقة التي يعيشها المواطنات والمواطنون الذين انهارت منازلهم وتلك الآيلة للسقوط بدرب مولاي الشريف بمدينة الدارالبيضاء بسبب الأمطار الأخيرة

مدة القراءة: 4 دق.

السيدة الوزيرة المحترمة، تحية وبعد، إنني أراسلكم اليوم بخصوص الأوضاع غير الإنسانية وغير اللائقة التي يعيشها مواطنات ومواطنون انهارت منازلهم وآخرون منازلهم آيلة للسقوط مجاورة للتي انهارت بدرب مولاي الشريف بعمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع بمدينة الدارالبيضاء وذلك بسبب الأمطار التي تهاطلت بها مؤخرا حيث غرقت المدينة نتيجة سوء التسيير المشرفين على تدبير شؤونها. وكما تعلمون فقد أدى انهيار مساكن بدرب مولاي الشريف إلى وفاة مواطنين وجرح آخرين بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة. وتم إخلاء ساكني المباني الآيلة للسقوط المحادية والمجاورة للمباني المنهارة درئا لأي خطر وهذا هو المطلوب. لكن السيدة الوزيرة المحترمة، باستثناء زيارات في البداية لبعض المسؤولين، فلا شيء ! لقد تُرِكَ المتضررون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء غير بعيد عن مساكنهم التي تم إخلائهم منها في هذه الأجواء الباردة جدا والممطرة، وتولّى أمرهم التضامن الشعبي العفوي المبدئي المعتاد لدى سكان المنطقة. لكن غاب فعليا وعمليا ممثلو مجلس المدينة والجماعة والحكومة. ولم يتم الإنصات للمواطنين المتضررين ولمطالبهم بإمعان، وقد يقال عكس ذلك بأن السلطات المختصة قد اقترحت عليهم إيوائهم مؤقتا في إحدى المدارس بالمنطقة لكنهم هم الذين رفضوا وفضّلوا ربما الاستمتاع بالهواء الطلق ودرجات الحرارة المنخفضة والزخات المطرية المحتملة بجانب أقواس درب مولاي الشريف هم وأطفالهم الصغار. السيدة الوزيرة المحترمة، كان على السلطات المختصة أن تسمع لهم ولتخوفاتهم لأنهم مازالوا يتذكرون فيضانات 1997 وما وقع لمنكوبي درب السلطان الفداء آنذاك حين تم إخلائهم و وضعهم في حظائر كبيرة مفتوحة لم تحترم كرامتهم ومدارس متعددة بشكل “مؤقت” والذي دام سنوات ودامت معه معاناتهم بدون مأوى وانتظار حل قد يأتي أو لايأتي. وتكرر نفس الشيء في2010. وتريدونهم اليوم أن يُصَدِّقوا مجلس المدينة الذي فشل في كل المجالات إلا في دغدغة عواطف المواطنين بوعود كاذبة، وهل تريدونهم أن يثقوا في مسؤولي الجماعة البعيدين عن همومهم ، أو تريدونهم أن يقتنعوا بكلام من يمثل الوزارات الوصية ؟ السيدة الوزيرة، أنتم على علم بالمادة 19 من الفرع الثالث من الفصل الثاني من الباب الثاني من القانون رقم 94.12 يتعلق بالمباني الآيلة للسقوط وتنظيم عملية التجديد الحضري الصادر بالجريدة الرسمية عدد 6465 بتاريخ 16 ماي 2016 الذي يقول : “إذا تعذر على شاغلي المبنى الآيل للسقوط موضوع الأمر بالإخلاء أو عدم الاستعمال المؤقت أو النهائي لهذا المبنى، ولوج سكن لائق اعتمادا على إمكانيتهم الذاتية، تتخذ السلطة الإدارية المحلية المختصة الإجراءات الضرورية لإيوائهم مؤقتا بتنسيق مع الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط. يراعى في عملية الإيواء الشروط الصحية والبيئية الضرورية”. فهل تظنون السيدة الوزيرة بأن اقتراح السلطات المعنية إيواء هؤلاء المواطنات والمواطنين وأطفالهم وعائلاتهم في مدرسة في هذه الأجواء القاسية البرودة يراعي الشروط الصحية والإنسانية والاجتماعية ؟ وهل هذا الحل الترقيعي المؤقت في نظركم يراعي كرامة نساء ورجال وأطفال وجدوا نفسهم في رمشة عين في الشارع ؟ وألم يكن من الصائب والأفضل والإنساني واللائق أن تسكنوهم في فنادق مصنفة كما فعلتم مع من كانوا في مواجهة الكوفيد19 في فترة الجر الصحي المطلق ؟ و ألا تعتبرون بأن كل هذه الحلول يجب أن تكون مؤقتة قولا وفعلا بالإسراع بالتواصل مع المواطنين المتضررين وإيجاد حلول متوافق بشأنها معهم لضمان حقوقهم والحفاظ على كرامتهم، والابتعاد عن التجارب السابقة التي أدامت المؤقت ؟ إنني أتساءل كذلك عن غياب أي دور واضح وبارز وفعّال ل”الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط ” التي تشرفون عليها والتي من مهامها حسب نفس القانون التدخل العاجل والمواكِب في مثل هذه الحالات. السيدة الوزيرة المحترمة، وأنا أساءلكم عن الإجراءات التي تعتزمون القيام بها لإصلاح الوضع والاستجابة الموضوعية لطلبات المتضررين، فإنني أتمنى أن لا يبقى اسم درب مولاي الشريف مقرونا فقط بالمعاناة، معاناة من فُرِضَ عليهم المبيت في شارعه اليوم ومعاناة من أُجبِروا على المبيت في دهاليزه البارحة وضحّوا من أجل وطن أفضل.

تاريخ الجواب
شارك هذا المقال