نحو برنامج تشاركي، جامع لليسار الديمقراطي

ينعقد هذا اليوم الدراسي في ظرف وطني ودولي بالغ الدقة والتعقيد، يتسم بمجموعة من التحولات التي تفرض علينا كيسار تجديد أدواتنا التحليلية ومراجعة برامجنا وتصوراتنا.

فمن جهة، يعيش المغرب على وقع أزمة اجتماعية واقتصادية مستفحلة، تعكسها مؤشرات متدهورة في التعليم والصحة والشغل والسكن، وتفاقم الفوارق الطبقية والمجالية، مما أدى إلى اتساع دائرة الفقر، واحتقان اجتماعي صامت لكنه عميق.

في المقابل، تواصل الدولة توسيع نموذج اقتصادي نيو ليبرالي قائم على الاستحواذ وهيمنة المقاولات الكبرى والمضاربات العقارية والمالية، وتفويت الخدمات العمومية، وإضعاف دور الدولة الاجتماعي، مما يعمق الفجوة بين القلة المستفيدة والأغلبية المُهمشة. هذا النموذج يفاقم أزمة الثقة ويعمق الشعور باللاجدوى لدى فئات واسعة من الشعب، خاصة الشباب والنساء وساكنة الهامش.

سياسياً، يشهد المغرب تراجعات متسارعة على مستوى الحريات وحقوق الإنسان، وتضييقاً على التنظيمات المستقلة والنقابات والصحافة، في ظل هيمنة السلطة التنفيذية وتفريغ المؤسسات المنتخبة من مضمونها. وقد فشلت التجارب الحكومية المتعاقبة، سواء التي قادتها أحزاب محافظة أو ليبرالية، في تقديم إجابات حقيقية عن أسئلة الكرامة والعدالة، بل ساهمت في تكريس منطق الريع والفساد والتبعية والخضوع للإملاءات الخارجية.

دولياً، يبرز السياق العالمي المتسم بأزمات بيئية متراكبة، وتحديات سيادية مرتبطة بالأمن الغذائي والمائي، وصعود التيارات اليمينية والمحافظة، وهو ما يضع على عاتق قوى اليسار مهام إضافية في الدفاع عن السيادة الوطنية، والتحول البيئي العادل، والعدالة الاجتماعية والمناخية، داخل نموذج تنموي بديل ومستقل.

أمام هذا الوضع المركب، تبرز الحاجة الملحة إلى بديل يساري، ديمقراطي وتقدمي، قادر على حمل مشروع مجتمعي متكامل يُعبّر عن طموحات المواطنات والمواطنين، ويقطع مع منطق التدبير التقني للسياسات العمومية، ويعيد الاعتبار للفعل السياسي النبيل، كمجال للتعبير عن الإرادة الشعبية وبناء العدالة.

ومن هذا المنطلق، يأتي هذا اللقاء كخطوة أولى ضمن مسار طويل وشاق، هدفه بلورة برنامج حزبي تقدمي، جامع، ينبني على تشخيص واقعي، ورؤية سياسية واضحة، واقتراحات عملية قابلة للتنفيذ، تنبثق من تطلعات المجتمع وتُترجم طموحاته في الكرامة، والعدالة، والحرية وتستند إلى خبرات المناضلات والمناضلين والفاعلين اليساريين والديمقراطيين.

الهدف: تقديم قراءة نقدية للوضع الوطني لتأكيد ضرورة وراهنية المشروع اليساري البديل.

• تراجع الأدوار الاجتماعية للدولة (التعليم، الصحة، السكن، الشغل) وما يصاحبه من تفشي سياسات الإقصاء والتهميش.

  

  المهدي الحلو أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي

• قراءة في مآلات الديمقراطية في المغرب

  

  أحمد البوز أستاذ القانون الدستوري

• الاستحواذ الاقتصادي، النيوليبرالية والتطبيع مع الفساد.

  

  أحمد البرنوصي نائب الكاتب العام لـ “ترانسبرانسي” المغرب

الهدف: ترجمة قيم اليسار إلى أفق تعبوي للمجتمع.

• من أجل عقد اجتماعي جديد

  

  محمد الدكالي أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط

• العدالة البيئية

  

  سناء مسالم استاذة جامعية ورئيسة الائتلاف المغربي للعدالة المناخية